المؤمن الذي يريد أن يرتقي في أشرف منازل الآخرة ، لا يستطيع أن يرتقي إلا بعد عون الله وتوفيقه له ، والمصلي كل يوم يقول في صلاته { إياك نعبد وإياك نستعين } .
[b]ولكن كثيرا من الناس لا يفقه شيئا عن الاستعانة بالله ، وأنها ضرورية ومهمة في حياة المؤمن ولن يستطيع أن ينجز شيئا من أعماله الدينية أو الدنيوية إلا بعد توفيق الله وإعانته وتسهيله وتيسيره له .
[size=29][size=25][size=25]· [size=29]* وقفة تأمل :[/size][/size]
[/size]
[size=25][size=25][size=29][size=25]قال تعالى : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }[/size][/size]
[/size][/size]
[size=25][size=25][size=29][size=25]قال الشيخ السعدي رحمه الله : أي نخصك وحدك بالعبادة والاستعانة .[/size]
[size=25]فكأنه يقول : نعبدك ، ولا نعبد غيرك ، ونستعين بك ، ولا نستعين بغيرك .[/size]
[/size][/size][/size]
[size=25][size=25][size=29][size=25]- و العبادة : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال ، والأقوال الظاهرة والباطنة. [/size][/size][/size][/size]
[size=25][size=25]
[size=29]- [size=25]و الاستعانة : هي الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع ، ودفع المضار ، مع الثقة به في تحصيل ذلك .
- والقيام بعبادة الله والاستعانة به هو الوسيلة للسعادة الأبدية ، والنجاة من جميع الشرور ، فلا سبيل إلى النجاة إلا بالقيام بهما .
· متى تكون العبادة عبادة ؟
وإنما تكون العبادة عبادة ، إذا كانت مأخوذة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مقصودا بها وجه الله ، فبهذين الأمرين تكون عبادة .
- [size=25]وذكر الاستعانة بعد العبادة مع دخولها فيها، لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله تعالى.
[/size]
[size=25]فإنه إن لم يعنه الله، لم يحصل له ما يريده من فعل الأوامر، واجتناب النواهي. اهـ بتصرف
[/size]
[size=25]· [size=25]قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :[/size][/size]
[size=25][size=25]- [size=25]وأما الاستعانة بالله عز وجل دون غيره من الخلق ؛ فلأن العبد عاجز عن الاستقلال بجلب مصالحه ، ودفع مضارّه ، ولا معين له على مصالح دينه ودنياه إلا الله عز وجل .[/size][/size][/size]
[/size][/size][/size]
- فمن أعانه الله ، فهو المُعانُ ، ومن خذله فهو المخذولُ ، وهذا تحقيقُ معنى قول : ( لا حول ولا قوة إلا بالله )، فإن المعنى : لا تحول للعبد من حال إلى حال ، ولا قوة له على ذلك إلا بالله ، وهذه كلمة عظيمة ، وهي كنز من كنوز الجنة .
- فالعبدُ محتاج إلى الاستعانة بالله في :
1-فعل المأمورات .
2-وترك المحظورات .
-3والصبر على المقدورات كلِّها في الدنيا وعندَ الموت وبعده من أهوال البرزخ ويوم القيامة، ولا يقدر على الإعانة على ذلك إلا الله عز وجل ، فمن حقق الاستعانة عليه في ذلك كله أعانه .
- قال النبي صلى الله عليه وسلم : [size=25][ احرصْ على ما ينفعُكَ واستعن بالله ولا تعجزْ ].رواه مسلم[/size]
- ومن ترك الاستعانة بالله ، واستعان بغيرِه ، وكَلَهُ الله إلى من استعان به فصار مخذولاً .
- كتب الحسن إلى عمر بن العزيز :[size=25]لا تستعن بغير الله ، فيكِلَكَ الله إليه .[/size][/size]
- [size=25]ومن كلام بعض السلف: يارب عجبت لمن يعرفك كيف يرجو غيرك ، عجبتُ لمن يعرفك كيف يستعين بغيرك . اهـ
· * أقسام الناس في العبادة والاستعانة
· قال ابن القيم رحمه الله :أقسام الناس في العبادة والاستعانة
أربعة أقسام :
11) أهل العبادة والاستعانة بالله: فعبادة الله غاية مرادهم وطلبهم منه أن يعينهم عليها ، ويوفقهم للقيام بها .
[size=25]21) من لا عبادة ولا استعانة :وإن استعان به وسأله ، فعلى حظوظه وشهواته ، لا على مرضاة ربه وحقوقه .
31) من له نوع عبادة بلا استعانة :فحظه ناقص من التوكل والاستعانة به . ولهم من الخذلان والضعف والعجز بحسب قلة استعانتهم وتوكلهم .
44) من عنده استعانة بلا عبادة :وهو من شهد تفرد الله بالنفع والضر ، ولم يسير و يوافق ما يحبه الله ويرضاه ، فتوكل عليه واستعان به على حظوظه وشهواته ، وأغراضه وطلبها منه سواء كانت أموالا أو رئاسات .. ولكن لا عاقبة له . اهـ بتصرف