السؤال: أجد في بعض الأحيان أن سلوك بعض المسلمين لا يرتبط بعقيدتهم فماذا نقول لهم حتي نقول للناس بأن هذا هو الإسلام؟
** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن المدرس بالأزهر: إن سلوك الإنسان في الحياة وتصرفاته مظهر مهم من مظاهر عقيدته حيث إذا صلحت صلح سلوكه وإذا فسدت فسد سلوكه. فالعلاقة بينهما متلازمة ولهذا كانت دعوة الإسلام إلي العقيدة حجر الزاوية في بناء الأمة ذلك أن استقرار العقيدة ورسوخها في الضمير الإنساني يرقي بالنفس الإنسانية إلي الدرجات العلي ويرقي بها إلي أعلي المنازل فتؤتي ثمارها المرجوة ولذلك يقول الله تعالي في كتابه العزيز في معرض بيانه لأهمية الكلمة: "ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون" "إبراهيم/24- 25".
فالشريعة الإسلامية كمثل الشجرة التي لا ينقطع ثمرها. تؤتي أكلها في جميع الأوقات غير مقيدة بصيف أو شتاء أو ليل أو نهار ولهذا كثر في القرآن الكريم اقتران الإيمان بالعمل الصالح ولذا فهو نتيجة طبيعية من نتائجه وثمرة طيبة من ثماره.
لذلك يقول بعض العارفين: "العارف شجاع وكيف لا وهو بمعزل عن تقية الموت. وجواد لأنه بمعزل عن محبة الباطل وصفاح لأن نفسه أكبر من أن تجرحها زلة بشر ونساء للأحقاد لأن فكره مشغول بالعفو عند المقدرة.
فالعقيدة تهذب حياة المسلم وتبلغ به إلي ما ينشده من الخير وما يسعي إليه من الرضا والحياة الطيبة وهذا قوله: "من عمل صالحا من ذكر أو انثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة". سورة النحل/.97